يخوض كل من مانشستر سيتي متصدر ترتيب الدوري الإنكليزي وريال مدريد الإسباني حامل اللقب، اختبارين صعبين على أرضهما عندما يستقبلان نابولي الإيطالي وتوتنهام الإنكليزي تواليا في الجولة الثالثة من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الثلاثاء.
يشهد ملعب الاتحاد في مانشستر مواجهة مرتقبة بين مانشستر سيتي الإنكليزي ونابولي الإيطالي، أفضل فريقين هجوميا في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى (إضافة إلى باريس سان جرمان الفرنسي). وذلك ضمن الجولة الثالثة من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وسجل لاعبو مدرب مانشستر الإسباني جوسيب غوارديولا 29 هدفا في أول ثماني مباريات في الدوري المحلي الذي انفردوا بصدارته في عطلة نهاية الأسبوع، بمعدل 3.62 هدف في المباراة، ليصبح أول فريق يحقق ذلك في دوري النخبة الإنكليزية منذ إيفرتون عام 1894. أما نابولي، فحقق 26 هدفا في ثماني مباريات ضمن الدوري المحلي، آخرها فوزه على روما خارج ملعبه السبت 1-0، علما أن نابولي فاز في مبارياته الثماني منذ بداية الموسم.
ولم يقتصر تسجيل أهداف سيتي على لاعب واحد، وخير دليل تمكن البرازيلي غابريال جيزوس والأرجنتيني سيرجيو أغويرو ورحيم ستيرلينغ من تسجيل 7 أهداف في مختلف المسابقات، بينما أضاف الألماني الشاب لوروا ساني ستة. كما يبرز تألق صانع الألعاب البلجيكي كيفن دي بروين لا سيما من خلال التمريرات الحاسمة.
وجرب غوارديولا طريقة لعب 3-5-2 لإشراك الثنائي أغويرو وجيزوس في خط المقدمة، لكن فريقه قدم أفضل العروض عندما اعتمد طريقة 4-3-3 حيث نجح في التغلب على ليفربول 5-0، وواتفورد 6-0، وتشلسي 1-0، وكريستال بالاس 5-0 وستوك سيتي 7-2. وبعد المباراة الأخيرة الأحد قال غوارديولا إن فريقه قدم “أفضل أداء” له منذ توليه مهامه على رأس الجهاز الفني.
وقال بيب غوارديولا إنه سيكون من الغباء توقع مواجهة سهلة أمام نابولي لمجرد أن الفريق الإنكليزي سحق ستوك سيتي 7-2 في الدوري الممتاز. ولم يخسر فريق المدرب غوارديولا في الدوري الممتاز، ويتصدر المسابقة بسبعة انتصارات من ثماني مباريات، وأظهر قدراته الكبيرة أمام ستوك، لكن المدرب الإسباني قال إن نابولي لن ينهار تحت الضغط. وأبلغ وسائل إعلام بريطانية “بالطبع سيكون من الغباء التفكير بهذه الطريقة”.
وتابع “لن ينهاروا، سأعرض لقطات فيديو عن نابولي للاعبي فريقي لأظهر لهم أنه فريق جيد، نابولي يستطيع إيقاف خطورتك بالضغط الشديد على اللاعبين، أنا سعيد جدا لأني حصلت على فرصة مواجهة فريق من هذا النوع”. وبدأ سيتي حملته بالفوز 4-0 على فينورد وتبعها بالفوز 2- 0 على شاختار.
الأقوى هجوميا
أما مدرب نابولي ماوريتسيو ساري فقد بنى فريقا من الأقوى هجوميا في أوروبا هذا الموسم، وحظي بإشادة من مدافع الفريق السنغالي كاليدو كوليبالي الذي قال عنه إنه “عبقري. يرى أشياء لا يراها غيره”.
ويبدو أن بيع هداف الفريق غونزالو هيغواين إلى يوفنتوس في صفقة بلغت قيمتها 94 مليون يورو في يوليو 2016، كانت نقطة التحول في الفريق الجنوبي الساعي إلى إحراز لقبه المحلي الأول منذ رحيل الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا عنه في مطلع التسعينات.
فبعد إصابة المهاجم البولندي أركاديوش ميليك في ركبته وعدم فعالية مانولو غابياديني، قام ساري بتغيير مركز الجناح البلجيكي دريس ميرتنز ونقله إلى مركز قلب الهجوم، فكانت ضربة معلم من المدرب لأن الأخير سجل 38 هدفا في مختلف المسابقات الموسم الماضي واستمر على النهج ذاته في زيارة الشباك الموسم الحالي بتسجيله 7 أهداف في ثماني مباريات.
ويكمل خط الهجوم في نابولي الإسباني خوسيه كاليخون (4 أهداف) ولورنزو إيسينيي (3 أهداف). وأشاد مدرب ميلان ومنتخب إيطاليا السابق أريغو ساكي بساري، معتبرا إياه “قائدا كبيرا لفريقه ومنحه هوية محددة وجعله يعشق اللعب الجميل (…) لا يحظى نابولي بتاريخ هائل لكن ساري يقوم بعمل رائع”.
وستكون المواجهة المرتقبة على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد بين نجم النادي الملكي البرتغالي كريستيانو رونالدو، والمهاجم الدولي لتوتنهام هاري كاين، لا سيما بعدما سجل الأول أربعة أهداف لفريقه خلال الجولتين الأوليين، والثاني خمسة أهداف (من أصل ستة) لفريقه، بينها ثلاثية في مرمى أبويل القبرصي.
امتحان صعب
أقر مدرب توتنهام الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينيو بأن فريقه يخوض امتحانا لقدراته وقال “نحن فريق شاب يضم العديد من اللاعبين الدوليين لكنهم لا يملكون الخبرة الكافية لخوض هذا النوع من المباريات. إنه امتحان في غاية الأهمية”. وأشاد المدرب الأرجنتيني بهدافه كاين وقال “إنه أحد أفضل المهاجمين في العالم في الوقت الحالي وأرقامه تتحدث عنه”.
وتألق كاين بشكل لافت لا سيما في سبتمبر بتسجيله 13 هدفا لتوتنهام ومنتخب إنكلترا، وأكد أنه يملك الحافز لتطوير مستواه مستقبلا “أريد أن أصبح أحد أفضل المهاجمين في العالم، وبالتالي عندما يبدأ الناس بمقارنة أرقامي مع أرقام لاعبين كبار، فهذا الأمر يشكل حافزا كبيرا لدي لكي اقترب من هؤلاء وأقوم بالخطوة التالية”.
وأضاف اللاعب البالغ من العمر 24 عاما “الأهم هو الحفاظ على الاستقرار في المستوى لفترة طويلة على أعلى المستويات”. ويعول توتنهام على كاين الذي سجل ما نسبته 55 بالمئة من أهداف فريقه في الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وأشاد بوكيتينيو بلاعبه الذي “يحظى بقدرات هائلة على تسجيل الأهداف وتصميم مدهش. لاعب محترف بكل ما للكلمة من معنى، وسيفرض نفسه كأحد أفضل المهاجمين في العالم في السنوات العشر القادمة”.
ويدرك كاين جيدا بأن تقديمه عرضا جيدا في مواجهة ريال سيعزز التقارير عن احتمال انضمامه إلى النادي الملكي، ليلحق بزميلين سابقين له وهما الويليزي غاريث بايل والكرواتي لوكا مودريتش. وكانت صحف إسبانية لفتت إلى أن كاين بات أولوية بالنسبة إلى رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز الذي لم يوفق في مسعاه بضم الفرنسي كيليان مبابي من موناكو، وتخلى عن خدمات مهاجمه ألفارو موراتا لصالح تشيلسي بطل الدوري الإنكليزي الموسم الماضي.
ويسعى ريال وتوتنهام إلى الانفراد بصدارة المجموعة الثامنة، بعد تحقيق كل منهما فوزين في الجولتين الأوليين على حساب بوروسيا دورتموند الألماني وأبويل القبرصي. وفي المباراة الثاني بنفس المجموعة، يلتقي أبويل نيقوسيا مع بوروسيا دورتموند. وتميل الأفضلية لصالح ريال في المواجهات المباشرة، إذ فاز في ثلاث من أربع. ومنذ العام 2009، لم يخسر ريال على أرضه في دور المجموعات، وفاز في 21 مباراة من أصل 23.
وقال كريستيان إريكسن لاعب وسط توتنهام إن فريقه يملك إمكانات ولا يخشى مواجهة ريال مدريد في إسبانيا. وأكد إريكسن “تحتاج إلى لاعبين ممتازين وإلى الثقة. أعتقد أننا نملكهما معا ولا نخشى ريال مدريد”. وفي المجموعة الخامسة يحل ليفربول الإنكليزي (نقطتان) ضيفا على مريبور السلوفيني (نقطة واحدة) وإشبيلية الإسباني (أربع نقاط) ضيفا على سبارتاك موسكو الروسي (نقطتان).