تزخر محافظات العراق بالعديد من المناطق السياحية التي يمكن ان تكون ثروة مضافة اذا ما تم استغلالها والتخطيط لها بشكل سليم.
ومن هذه المناطق التي لم تلق الاهتمام المناسب لها كهوف الطار التي تقع على يمين الطريق المؤدي الى عين التمر، بمسافة تقدر بـ (45 كلم) جنوب غرب كربلاء.
وهذا التكوين المركب من مجموعة الكهوف محاط بوديان وواحات عدة، ويحتل موقعاً مهماً في الجزيرة العراقية الجنوبية العربية؛ حيث تقع بين بابل من الشرق والجزيرة من الغرب.
الكهوف تقع في منطقة تسمى الطار، وهذه التسمية تعود إلى مواطني المنطقة، وتطلق تسمية الطار على كلّ مرتفع عن الأرض .ولهذه التسمية دلالات لغوية قديمة،حيث ذكر في القران الكريم (طور سينين) ، وفي اللغة تعني كلمة الطور الجبل وأيضا تعني في اللغة القديمة الإنقاذ..
ولان هذه المنطقة معروفة سابقا باعتبارها مناطق نهرية أو بحرية وتشكل الفيضانات جزءا من وجودها فان هناك دلائل على أنها كانت زاخرة بالحياة، ومن هذه الدلائل وجود غرف صغيرة تبدو وكان شبابيكها ظاهرة للعيان.
وتوصل البروفيسور هيدو فوجي رئيس البعثة الآثارية اليابانية في العراق ورئيس بعثة التنقيبات في كهوف الطار.. ثلاثة أطوار مرت بها هذه الكهوف.. الأول قبل ثلاثة عشر قرنا في عصور قبل التاريخ، والثاني عصر البارثيين، والثالث العصر الإسلامي..
وتقول البعثة اليابانية في تقريرها وهي تصف هذه الكهوف، إنها تقع إلى غرب العاصمة القديمة بابل بمسافة 80كم وان هناك ما يقارب 400 كهف في هذه المنطقة محاطة بعدة وديان وواحات وتقع بين بابل الشرق والجزيرة في الغرب.
ومن المحتمل وحسب قول البروفسور الياباني أن تكون في العهود القديمة محطة مرور للأقوام القديمة الذين ينتقلون من الجنوب أو الغرب إلى جهة الشرق أو العكس.. ويعتقد فوجي إن التحليلات والفحوصات التي أجريت على صخور الكهوف دلت على إنها نحتت صناعيا من قبل الإنسان في طبقة صخور مشبعة بكاربونات الكالسيوم في حدود سنة 1300 ق.م.