لم ينجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يعشق الأضواء أن يجذب إليه الاهتمام هذه المرة في قمة العشرين، وبدا في صورة الرئيس المعزول، إذ اكتفى بلقاءات خاطفة مع بعض الرؤساء خلال الافتتاح، وحتى الصور التي التقطت له ظهر فيها منكفئا على نفسه ولا يحكي مع أحد.
وقبل القمة، تحدثت وسائل الإعلام التركية عن لقاء مرتقب للرئيس التركي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، لكن هذا لم يحصل كما يريده أردوغان، وكان لقاء قصيرا، فحين كان ترامب يتوجه بطائرته إلى العاصمة الأرجنتينية، الخميس، قال البيت الأبيض لمجموعته الصحافية إن اجتماع ترامب الرسمي المقرر في القمة مع نظيره التركي أعيد ترتيبه ليصبح اجتماعا قصيرا غير رسمي.
لم يتم تقديم أي سبب رسمي لهذا التغيير، لكن مراقبين اعتبروا أنه رسالة من ترامب لأردوغان على خلفية التصريحات المثيرة للرئيس التركي بشأن علاقة واشنطن بأكراد سوريا، وتلويحه بالتدخل العسكري ضد حلفائها، فضلا عن غضب أميركي واضح من إدارة أنقرة لقضية خاشقجي واستهداف أحد أبرز حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط.
وكانت تقارير أميركية قد أشارت إلى أن إدارة ترامب لا تخفي انزعاجها من أسلوب أنقرة في استهداف الأمير محمد بن سلمان، وإحراج السعودية، كحليف استراتيجي لواشنطن في مواجهة إيران والحرب على الإرهاب، فضلا عن أهميتها الاقتصادية.
وفيما ذهب الرئيس التركي إلى القمة على أمل أن يسعى ولي العهد السعودي للقائه ومصالحته، فإن الأمير محمد بن سلمان أظهرته الصور الرسمية في القمة في قلب الحدث ومحاطا بشكل جيد بحلفاء بلاده الاستراتيجيين.
وبين ترحيب حارّ من بوتين، ولهجة مازحة من قبل ترامب، وبعض الجدّية في اللقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لم يجد ولي العهد السعودي نفسه معزولا خلال القمة مثلما كان يأمل أردوغان.
وإذا كان بعض المحلّلين توقّع أن يكون وليّ العهد السعودي في قمة مجموعة العشرين منعزلا فإنّ ما جرى في القمّة برهن عن خطأ هذا التوقّع، فالأمير محمد بن سلمان كان نجم شريطي فيديو جرى تناقلهما على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويصوّر أحد هذين الشريطين المصافحة بين ولي العهد السعودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي تميّزت بالكثير من الودّ، إذ تصافح الرجلان بحرارة على طريقة الرياضيين، قبل أن يجلسا متجاورين على طاولة القمة وهما يتحادثان ويتبادلان الابتسامات.
وسرعان ما تناقلت شبكات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي صور هذا اللقاء الودي بين ولي العهد السعودي والرئيس بوتين اللذين يجمع بين بلديهما امتلاكهما كميات هائلة من النفط.
وأعلن البيت الأبيض أن الأمير محمد بن سلمان “تبادل المزاح” مع ترامب على هامش القمة. والمعروف أن الرئيس الأميركي من أبرز داعمي ولي العهد السعودي.
كما شوهد ولي العهد السعودي وهو يتبادل الكلام مع ابنة الرئيس إيفانكا ترامب، ثم يصافح الرئيس الفرنسي حيث جرى بينهما حديث مقتضب.
وفي شريط الفيديو هذا يظهر الرئيس الفرنسي وهو يتحدّث بالإنكليزية بحدّة مع ولي العهد السعودي الذي بدا في المقابل أكثر ارتياحا وبادر بالضحك لبضع لحظات ما أن رأى الكاميرا تصوّر المحادثة.
عن صحيفة العرب اللندنية
