نشبت حرب، مازالت كلامية حتى الآن، بين الولايات المتحدة وإيران محورها الحرس الثوري الإيراني الذي تتمسك الولايات المتحدة بأنه لا يمكن التعامل معه إلا بصفته أحد الكيانات الإرهابية مثله مثل حزب الله والقاعدة والعديد من التنظيمات الأخرى الإرهابية.
حذّرت إيران الولايات المتحدة من تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، وقالت إن “القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة ستكون في خطر في حال فرض عقوبات جديدة على طهران”.
ويأتي التحذير الإيراني بعد إعلان البيت الأبيض الجمعة الماضي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعلن عن إجراءات أميركية جديدة ردا على التجارب الصاروخية التي تجريها طهران ودعمها للإرهاب وهجماتها الإلكترونية في إطار إستراتيجيته الجديدة للتعامل مع طهران.
وقال مسؤولون في وقت سابق إن اقتراحا تدرسه إدارة ترامب لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية بات وشيكا رغم تحذيرات مسؤولين في الجيش والمخابرات من أن الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري قوله “كما أعلنا في الماضي، إذا تمت الموافقة على قانون العقوبات الأميركي الجديد، فعلى هذه الدولة أن تنقل قواعدها الإقليمية خارج مدى الصواريخ الإيرانية الذي يبلغ 2000 كيلومتر”.
وأضاف أن “العقوبات الإضافية ستنهي فرص إجراء أي حوار في المستقبل مع الولايات المتحدة”، موجها تحذيرا شديدا للقوات الأميركية.
ويأتي الاقتراح في إطار جهد أوسع للوفاء بتعهدات ترامب باتخاذ موقف أكثر صرامة مع إيران، ومن شأن ذلك أن يذهب أبعد من العقوبات المفروضة بالفعل على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الذي يسيطر على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني ويتمتع بنفوذ سياسي واسع.
وتزرع طهران مدعومة بأذرعها المنتمية إلى الحرس الثوري في العديد من الدول وخصوصا منها الواقعة تحت الحرب مثل العراق وسوريا واليمن، العديد من الكيانات الإجرامية تتولى القيام بعمليات تستهدف تنفيذ مخططاتها الإستراتيجية.
وقال جعفري “إذا صحت الأنباء عن حماقة الحكومة الأميركية في ما يتعلق بتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية سيعتبر الحرس الثوري الجيش الأميركي في كل أنحاء العالم ولا سيما في الشرق الأوسط في نفس المتراس مع داعش”، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
والحرس الثوري أقوى جهاز أمني إيراني في الداخل والخارج. وتدرج واشنطن على لائحتها للمنظمات الإرهابية فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهو وحدة قوات خاصة ومسؤول عن أنشطة الاستخبارات والعمليات في الخارج، إلى جانب أفراد وكيانات تربطهم صلات بالحرس الثوري، لكن القائمة الأميركية لا تضم الحرس نفسه.
وبموجب الاتفاق المبرم في 2015 وافقت إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، لكنها لم تلتزم به وسرعان ما تقوم بخرقه.
وتوقع مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن يعلن ترامب عن سحب الثقة من الاتفاق في خطوة من المرجح أن تؤدي إلى انهياره.
وأعلن وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل أنه يتوقع خروج الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية الموقعة بين القوى العالمية وإيران. وقال “من المحتمل أن تخرج الولايات المتحدة خلال الأسبوع الجاري”، وأضاف أن “إلغاء الاتفاقية مع إيران هو قلقي الكبير”.