شهدت منصات التواصل إطلاق مجموعة من الوسوم التي روّجت لمعلومات مضللة ونظريات مؤامرة حول تغير المناخ. ويُظهر تحليل التفاعل على هذه الوسوم أن حسابات مرتبطة بجهات نفطية في دول خليجية كانت في طليعة الجهات المحرّكة لها، بالتزامن مع أحداث دولية وإقليمية متصلة بالملف المناخي في تناقض مع المواقف المعلنة لهذه الدول، التي تدعي التزامها بالاتفاقيات الدولية بشأن المناخ.
مقطع مصور تظهر فيه المرشحة السابقة للرئاسة الأميركية كاملا هاريس، تدعو فيه إلى “تقليل عدد السكان؛ لتحسين جودة الهواء”.
نشر حساب باسم “Stop Age. 2030” بمعرف @1Kuwty، على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” هذا المقطع، مؤطراً إياه في سياق مؤامرة، تهدف إلى خفض أعداد المواليد، لتنفيذ أجندة المناخ.
لم يكمل هذا الحساب الخبر بأن البيت الأبيض أوضح أن هاريس وقعت في زلة لسان، إذ خلطت بين كلمتي “Population” (السكان) و”Pollution” (التلوث). النص الصحيح كان يشير إلى تقليل التلوث لتحسين جودة الهواء والمياه للأطفال، من دون أي إشارة إلى تقليص عدد السكان.
يروج هذا الحساب لعدة وسوم تنكر تغير المناخ؛ منها “#خدعة_التغير_المناخي”، ويلعب هذا الوسم دوراً في الترويج لنظريات المؤامرة، عبر وسم “#أجندة_2030”.
بالتعاون بين “أريج” و”كود فور أفريكا”، وفي إطار مشروع “Disarming Disinformation” الذي يقوده المركز الدولي للصحفيين ICFJ، حللنا التفاعل على مجموعة وسوم انطلقت من هذا الحساب وغيره من الحسابات.
وكشف التحليل أن حسابات على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” تتخذ من الكويت والسعودية مواقع جغرافية لها، تقود حملات تشكيك في التغير المناخي. كما رصد مشاركة حسابات لشخصيات كان بعضها يشغل منصباً رسمياً في كلا الدولتين، في حملات التضليل بشأن المناخ، على النقيض من السياسات الرسمية للبلدين اللذين صادقا على اتفاقية باريس للمناخ الموقعة عام 2015 والهادفة إلى تعزيز الاستجابة العالمية لتهديد التغيرات المناخية.
علاوة على كشف التحليل للجهات التي وقفت وراء الترويج لتلك الوسوم، فقد أظهر أيضاً سعياً ممنهجاً لتضخيم التفاعل من خلال شبكات استخدمت حسابات آلية وشبه آلية، بهدف تصدير رأي عام زائف ودفع وسوم إنكار تغير المناخ إلى صدارة الوسوم الرائجة باللغة العربية.