في مخيمات قطاع غزة، يواجه النازحون أزمة عطش غير مسبوقة، إذ باتت المياه العذبة وحتى المياه العادية سلعة نادرة، ما يزيد من صعوبة الحياة اليومية وسط استمرار القصف ونقص الموارد.
يقول أحمد برهوم، نازح، لـ كوردستان24: “أزمة المياه في قطاع غزة كبيرة، فالماء الصالح للشرب شبه معدوم، وحتى الماء العادي قليل جداً. اليوم يذهب الأطفال إلى أماكن توزيع المياه، لكن أغلبهم يعودون دون الحصول على شيء.”
أطفال المخيمات يسيرون مسافات طويلة يومياً لجلب المياه، لكنهم غالباً ما يعودون خاليي الوفاض، رغم وقوفهم في طوابير تمتد لساعات أمام نقاط التوزيع التي لم تعد تفي بحاجة السكان.
لؤي الحاج خليل، عامل في محطة مياه، أوضح لـ كوردستان24: “المشكلة لدينا نقص في الوقود، وإذا توفر الوقود يمكننا تشغيل المضخات، أما بدونه فلن يكون هناك ماء.”
ومع أن المياه أساس الحياة، فإن اتساع رقعة الحرب ومحدودية الإمكانات أعاقا تأمينها، في حين تحاول بعض المنظمات المتخصصة سد النقص، في جهود قد تثمر عن حلول قريبة.
عبدالحق توفيق، نازح آخر، أكد لـ كوردستان24: “نحن نعاني معاناة شديدة جداً ليس لها حدود، وهناك نقص حاد في مياه الشرب والمياه الأخرى، لكن الأولوية حالياً لمياه الشرب.”
بلغت المعاناة ذروتها حتى صار الماء حلماً بعيد المنال، وحاجة لا غنى عنها، بات الحصول عليها مرتبطاً بالحظ والانتظار الطويل.
وفي قلب حرارة قاسية، يصارع أهالي غزة عطشاً يومياً بلا نهاية، وسط انقطاع المياه وازدحام مراكز الإيواء، في معاناة تتسع يوماً بعد آخر، تاركة الأجساد والعقول في مواجهة مباشرة مع العطش والموت البطيء.