من المرتقب وصول المبعوث الأميركي الخاص إلى العراق مارك سافايا في مطلع شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، وفقا لثلاثة مصادر سياسية وحكومية عراقية. وذكرت هذه المصادر لـ”العربي الجديد”، أن المبعوث الأميركي سيحمل رسائل الإدارة الأميركية لقادة الائتلاف الحاكم (الإطار التنسيقي)، تتعلق بمستقبل العلاقات السياسية والأمنية بين العراق والولايات المتحدة، ورؤية واشنطن للحكومة الجديدة وملف حصر السلاح بيد الدولة؛ الذي تضغط واشنطن بشأنه منذ مدة، وتطالب بغداد بإجراءات تجاه الجماعات والفصائل الحليفة لإيران.
ورغم مضي أكثر من شهر ونصف الشهر على إجراء الانتخابات التشريعية العامة في العراق وإعلان نتائجها، إلا أن أياً من الاستحقاقات الدستورية المترتبة على هذه الانتخابات لم ينجز لغاية الآن، وسط استمرار حالة عدم التوافق داخل البيوتات السياسية الثلاثة (السنية والشيعية والكردية) حيال تقديم مرشحيها لشغل مناصب رئاسات البرلمان والحكومة والجمهورية.
واليوم الخميس، كشف مصدر حكومي في العاصمة بغداد، لـ”العربي الجديد”، عن زيارة مقررة للمبعوث الأميركي الخاص إلى العراق مارك سافايا إلى بغداد يرافقه مسؤولون أميركيون، لعقد لقاءات مع القادة العراقيين. المصدر الحكومي أوضح أن “دور المبعوث مارك سافايا سيقتصر على نقل الرسائل الأميركية للعراق، دون أن يكون له دور بصنع القرار داخل الإدارة الأميركية تجاه الملف العراقي، على خلاف المبعوث الأميركي إلى لبنان توماس برّاك”.
زيارة سافايا التي ستكون الأولى منذ توليه المنصب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أكدها عضو بارز في تحالف “الإطار التنسيقي”، لـ”العربي الجديد”، وقال إن الولايات المتحدة تريد “توضيح خطوط باهتة وغير واضحة في علاقتها مع العراق”، على حد تعبيره. واعتبر المصدر أن الزيارة التي يتوقع أن تتم في النصف الأول من شهر يناير المقبل، تهدف “لتوضيح الموقف الأميركي من العراق، والتأكيد على رفض استمرار التعاون الأمني والعسكري والدعم السياسي، في حال استمرار ازدواجية العراق الحالية”، في إشارة إلى ملف الفصائل والجماعات الحليفة لإيران، والقلق الأميركي من حصولها على نفوذ بالحكومة القادمة، بعد تحقيق نتائج لافتة لها بالبرلمان الجديد.
فيما أكد مصدر سياسي المعلومة، واعتبر أن المبعوث الأميركي يملك علاقات مهمة مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وسبق لهما التعاون في ملف إطلاق سراح المختطفة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف قبل أشهر؛ حيث كانت تحتجزها جماعة عراقية مسلحة، يُعتقد أنها مرتبطة بـ”كتائب حزب الله”. وأضاف أن غالبية قادة تحالف “الإطار التنسيقي” تهتم لمسألة عدم تصدع العلاقة مع واشنطن، بمن فيهم زعيم جماعة “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، الذي يريد ضمان عدم استهداف الولايات المتحدة له في حال كان هناك قرار أميركي باستهداف قادة الجماعات المسلحة الحليفة لإيران، والمتورطة بهجمات سابقة على المنشآت والقواعد الأميركية في العراق وبالجانب السوري.












