بعد عقد من الزمن على تحرير القوات الأمنية لمدينة الموصل من ارهابيي تنظيم داعش، لا تزال حفرة الخسفة التي ابتلعت آلاف الضحايا من المدنيين والعسكريين تمثل شاهدا على المأساة التي شهدتها هذه المدينة بعد عام 2014.
وفي أحدث تحرك رسمي لهذا الملف المعقد، أعلن محافظ نينوى، عبد القادر الدخيل، اليوم الخميس، (7 آب 2025)، عن السعي لفتح مقبرة الخسفة.
وقال الدخيل في بيان، تلقته “بغداد اليوم”، :”في مثل هذا اليوم من عام 2015، اقترفت عصابات الظلام واحدة من أبشع الجرائم التي عرفتها أرض نينوى، حين أقدمت على إعدام (2070) شهيداً من أبناء الموصل الأبرياء، بتهمة (الردة) المزعومة، فقط لأنهم رفضوا الانصياع لفكرها المنحرف، ووقفوا بكرامة وشجاعة في وجه الموت والدمار”.
وأضاف “عُلّقت أسماؤهم على جدران الطب العدلي، وأُلقوا بصمت في حفرة جماعية تُعرف بـ”الخَسْفَة”؛ تلك الفاجعة التي ستظل شاهداً خالداً على بشاعة الإرهاب ووحشيته”.
وأشار محافظ نينوى الى، ان “2070 شهيداً بلا شواهد، لكنهم في وجداننا أحياء؛ لم يُدفنوا في مقبرة فحسب، بل في جرح مفتوح في قلب الموصل، ووصمة عار في جبين التاريخ”.
وتابع الدخيل: “إننا في حكومة نينوى المحلية، وانطلاقاً من مسؤوليتنا الأخلاقية والوطنية، نعمل وبالتنسيق الوثيق مع السلطة القضائية، ممثلةً برئيس محكمة استئناف نينوى القاضي رائد حميد المصلح، على المضي قدمًا في فتح مقبرة الخسفة، التي تُعد من أضخم المقابر الجماعية في التاريخ الإنساني، والعمل على توثيق هذه الجريمة، واستعادة حقوق الشهداء وكرامتهم، وضمان العدالة لذويهم” مؤكدا “لن ننسى هذه الجريمة، ولن نتوقف حتى يُكشف مصير كل شهيد، وتُروى أرض نينوى بالحق والإنصاف”.
وتعرف الخسفة، بأنها حفرة جيولوجية عميقة تقع على بعد نحو 20 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل (مركز محافظة نينوى) وتعد واحدة من المقابر الجماعية التي استخدمها داعش لتغييب جثث ضحاياه فيها خلال سيطرته على الموصل بين حزيران 2014 و تموز 2017.
وتتباين أعداد الضحايا الذين ألقي بجثثهم في حفرة الخسفة، إذ وبحسب منظمات حقوقية، فإن الشهادات التي لديهم من سكان المناطق المحيطة تفيد بأن داعش كان يعدم فيها العشرات يوميا وعلى مدى سنوات، ويرجح بأن أعداد المفقودين فيها تصل إلى الآلاف، وهي بذلك تعتبر من أكبر المقابر الجماعية بالعراق إن لم يكن في العالم.