بالرغم من الصراع المسبق والتحشيد الذي سبق الانتخابات النيابية السادسة في عمر النظام والتي وصفت بانها “حاسمة ومصيرية”، لكن التوقعات منذ البداية كانت تشير الى عدم تسجيل تغييرات كبيرة او مفاجآت في الانتخابات الأكثر أهمية والتي كان يعتقد انها ستؤسس لـ20 عاما القادمة.
لكثير من المعطيات كانت من المفترض ان تشير الى ان نسبة المشاركة لن تختلف كثيرا عن انتخابات 2021، بل كان اخرون يتطلعون الى انها ستنخفض اكثر، فالتيار الوطني الشيعي قاطع هذه الانتخابات، والتيارات المدنية التي كانت متحشدة في انتخابات 2021 والذين كانوا تحت تأثير أجواء تشرين، قرر عدد منهم المقاطعة بعد الخذلان الذي تلقوه من تفتت قائمة امتداد والتحاق أعضائها بالاحزاب الكلاسيكية القديمة، كما ان منع من يحمل البطاقة الالكترونية من الاقتراع وحصرها بمن يحمل بطاقة بايومترية كان من المفترض ان يكون سببا إضافيا بانخفاض نسبة المشاركة، فهناك اكثر من 7 ملايين شخص يحمل بطاقة الكترونية لم يحدث بياناته ولا يسمح له بالانتخاب خلافا لـ2021 حيث كان متاح لمن يحمل أي نوع بطاقة ان يشارك بالاقتراع.
لكن رغم هذه الأسباب الثلاثة، جاءت نسبة المشاركة اعلى من انتخابات 2021، وليس كذلك فحسب، بل اعلى من انتخابات 2019 أيضا، فمنذ 2014 أي منذ اكثر من 10 سنوات بدأت نسبة المشاركة في الانتخابات تنخفض تدريجيًا، ما جعل ارتفاع النسبة اليوم الى 55% هي الأعلى منذ 10 سنوات، بل عدد المصوتين هم الأعلى أيضا منذ 10 سنوات.













