“الوجه والقناع.. أشرار السينما المصرية” عنوان مراوغ اختاره الناقد السينمائي محمود قاسم لأحدث كتبه.
يقدم الكاتب عبر صفحاته صورا رسمها بقلمه لأربعة وعشرين فنانا وفنانة، أتقنوا أدوار الشر وعُرفوا بها، يجمع ملامحها وخيوط حكايتها من شخصيات مختلفة أداها النجم في أفلام عدة.
عبقرية تتملك الممثل وهو يؤدي أدوار الشر، وقد حاول الكتاب رصد قسماتها، لذا كان طبيعيا أن يبدأ بشخصية الفنان زكي رستم الذي يقول عنه الكتاب إنه “أهم عباقرة التمثيل بلا منازع في السينما المصرية” وقد اختاره المخرجون لأدوار الشر من أول أفلامه “زينب” عام 1930، وتعددت أدواره الشريرة.
كما يتطرق الكاتب إلى اثنين آخرين من عمالقة فن التمثيل هما حسين رياض وسراج منير، فكل منهما كان صاحب تكوين بدني قوي وموهبة كبيرة جعلته يجمع بين الطيب والشرير.
ويلفت محمود قاسم في كتابه إلى أن الشرير ليس مجرما مرعبا في كل الأوقات، بل أحيانا يكون ظريفا مضحكا، قدم الكتاب ثلاثة نماذج لهذا النوع، منها نموذجان شهيران والثالث كان مفاجأة للقارئ أن يدرجه الكتاب في زمرة الأشرار، أول الثلاثة ستيفان روستي، ثاني الثلاثة هو توفيق الدقن والثالث هو عادل إمام وكان مفاجئا أن يعتبره الكاتب شريرا، استنادا إلى خروجه عن القانون في العديد من الأدوار التي أداها والتي ارتبطت بظاهرة الانفتاح الاقتصادي وما صاحبها من تغيرات في المجتمع المصري.
ويتطرق قاسم إلى سمة أخرى في أدوار الشر هي الشريرات الفاتنات. ويذكر أن نجمة إبراهيم هي أول ممثلة مصرية تخصصت في أدوار الشر، إلى درجة أن المشاهد لا يتذكر لها دورا واحدا أدت فيه شخصية طيبة. ويذكر أن زوزو حمدي الحكيم هي الفنانة الوحيدة التي أخلصت لأدوار الشر بعد نجمة إبراهيم، إلى درجة أن المرء ليعجب من كون صاحبة كل هذه الوجوه الشريرة هي من ألهمت الشاعر الكبير إبراهيم ناجي العديد من قصائده. كما يذكر ليلى فوزي الجميلة التي ظهرت على الشاشة وهي ابنة خمسة عشر عاما ولم تغادرها طيلة عمرها الذي جاوز الثمانين.
صحبنا محمود قاسم عبر 340 صفحة في رحلة شيقة عرضت لتاريخ السينما المصرية منذ بداياتها وحتى اليوم لكن دوره كمرشد للقارئ في هذه الرحلة كان يتطلب أشياء لم يقم بها أقلها أن يذكر في المقدمة أسباب اختياره للشخصيات الأربع والعشرين التي تناولها من بين المئات من الشخصيات، وأن يوضح أسباب ترتيبه لهذه الشخصيات.