تتجه أنظار الجميع حاليا صوب قرعة بطولة كأس العالم 2018، التي يستضيفها قصر الكرملين في العاصمة الروسية موسكو في أول ديسمبر المقبل فيما تقام النهائيات في الفترة من 14 يونيو إلى 15 يوليو 2018.
وتفتقد البطولة هذه المرة أسماء كبيرة وبارزة حيث تغيب عنها منتخبات هولندا وتشيلي وإيطاليا، ولكن تسعة من المنتخبات المصنفة في المراكز العشرة الأولى بالتصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) ستشارك في النهائيات، فيما سيكون منتخب تشيلي هو الوحيد من أصحاب المراكز العشرة الأولى الذي سيغيب عن النهائيات. ولهذا، ستكون الإثارة في أعلى درجاتها عندما تجرى القرعة بعد أسبوعين في قصر الكرملين.
وكان المنتخب الروسي هو الاستثناء الوحيد حيث سيوضع ضمن فرق المستوى الأول كما سيوضع على رأس المجموعة الأولى في الدور الأول بالنهائيات، نظرا لكونه المنتخب المضيف. ومع تأهل 13 منتخبا من القارة الأوروبية بخلاف المنتخب الروسي المضيف، ستضم عدة مجموعات أكثر من منتخب أوروبي بشرط ألا يزيد عدد المنتخبات الأوروبية في أي مجموعة عن منتخبين. كما لن تضم أي من المجموعات الثماني منتخبين من اتحاد قاري واحد.
المصير والحظ
أصبح مصير كل منتخب معلقا الآن بالحظ وما يمكن أن تسفر عنه القرعة، علما بأن الفرق المصنفة في المستوى الأول ستتجنب بعض التبديل. وتجنب المنتخب الألماني (مانشافت) حامل لقب العالم الوقوع في مواجهة منتخبات عملاقة مثل البرازيل والأرجنتين وفرنسا، لكنه قد يقع في مواجهة المنتخب الإسباني العملاق أيضا والفائز باللقب العالمي عام 2010 بجنوب أفريقيا نظرا لوقوع المنتخب الإسباني ضمن منتخبات المستوى الثاني.
كما قد يجد المانشافت نفسه في مواجهة أحد المنتخبات الأفريقية أو الآسيوية القوية مثل السنغال (من المستوى الثالث) وكوريا الجنوبية (من المستوى الرابع). كما قد يصطدم المانشافت بقيادة مديره الفني يواخيم لوف ببعض المنافسين الأقوياء من أميركا الجنوبية مثل منتخبي أوروغواي وكولومبيا (من المستوى الثاني) والمنتخب الدنماركي (من المستوى الثالث) ونيجيريا (من المستوى الرابع)، ولكن المانشافت قد يستهل حملة الدفاع عن لقبه ضمن مجموعة سهلة تضم معه منتخبات بيرو وإيران وبنما.
ويأمل المنتخب الروسي في تجنب المصير الذي واجهه أصحاب الأرض في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا عندما فشل المنتخب الجنوب أفريقي في اجتياز دور المجموعات.
ويعول المنتخب الروسي كثيرا على الدعم الجماهيري ليساعده على تحسين تصنيفه العالمي حيث يقع في المركز الـ65. ومن بين منتخبات المستوى الأول، قد يكون المنتخب البولندي هو الفريق الذي تطمح فرق باقي المستويات الأخرى لأن تقع في مجموعته رغم المسيرة الرائعة لهذا الفريق في التصفيات. وسجل المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي 16 هدفا في مباريات فريقه بالتصفيات ليتصدر قائمة هدافي التصفيات بفارق هدف واحد أمام البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ويأمل المانشافت في أن يصبح أول منتخب يفوز باللقب مرتين متتاليتين منذ أن نجح المنتخب البرازيلي في هذا عامي 1958 و1962. وينتظر أن يكون المانشافت هو أكثر فريق لا ترغب باقي الفرق الوقوع في مجموعته، بعدما حقق الفوز في جميع المباريات العشر التي خاضها بالتصفيات وسجل لاعبوه 43 هدفا مقابل أربعة أهداف اهتزت بها شباك الفريق.
ومع تعادل المانشافت 2-2 أمام المنتخب الفرنسي وديا الثلاثاء الماضي، حافظ الفريق على سجله خاليا من الهزائم في 21 مباراة متتالية كما أنهى عام 2017 بلا أي هزيمة، علما بأن الفريق أحرز لقب كأس القارات في منتصف هذا العام بروسيا معتمدا على فريق يضم العديد من الوجوه الجديدة والشابة. ورغم هذا، أكد لوف أن جميع النتائج التي حققها الفريق في المباريات الماضية الودية والرسمية وحفاظه على سجله خاليا من الهزائم في 21 مباراة متتالية لا تعني شيئا بالنسبة إلى مسيرة الفريق المرتقبة في كأس العالم 2018.وقال لوف “حتى وإن فزت بجميع مبارياتك الآن، هذا لا يعني شيئا في كأس العالم… تفاصيل صغيرة ستحسم المباريات”.
وقد يفتح المونديال الروسي الذي يشارك فيه 32 منتخبا، الباب على مفاجآت تتعدى الأسماء الكبيرة الدائمة الحضور، لا سيما وأن التصفيات تركت باب ما هو غير متوقع مفتوحا، مع الإقصاء المفاجىء لإيطاليا بطلة العالم أربع مرات في الملحق أمام السويد، وغيابها عن البطولة العالمية للمرة الأولى منذ عام 1958.
وأحرز الخمسة الكبار المشاركون في مونديال 2018 (ألمانيا، الأرجنتين، البرازيل، فرنسا وإسبانيا) 13 لقبا من أصل آخر 16 كأسا للعالم. في التصفيات، تأهلت كل من إسبانيا وألمانيا من دون خسارة أي مباراة، والبرازيل كانت أول المتأهلين من أميركا الجنوبية. فرنسا تصدرت مجموعتها الأوروبية رغم أدائها الذي يدفع إلى الشك في بعض المباريات (تعادل سلبي مع لوكسمبورغ المتواضعة مثلا)، أما الأرجنتين فانتظرت حتى الجولة الأخيرة لتفوز خارج أرضها على الإكوادور وتحسم تأهلها بفضل ثلاثية لميسي.
وتبحث إنكلترا عن لقبها الكبير الأول منذ لقب كأس العالم 1966. ومنذ ذلك الحين، لم تبلغ الدولة التي ينسب لها نشوء لعبة كرة القدم وتتمتع بأغنى دوري في العالم، الدور نصف النهائي سوى مرة واحدة. في 2018، ستكون الآمال الإنكليزية مرتبطة إلى حد كبير بجيل من الناشئين الذين يدفع بهم المدرب غاريث ساوثغيت، من دون أن يعرف ما كانوا سيكتسبون ما يكفي من الخبرة للمنافسة على هذا المستوى.
شهية عربية
في سابقة في تاريخ كأس العالم، ستشهد الملاعب الروسية مشاركة أربعة منتخبات عربية هي السعودية ومصر والمغرب وتونس. تبدو شهية النجاح القاسم المشترك بين المنتخبات الأربعة، العائدة بمعظمها إلى البطولة العالمية الأبرز بعد غياب طويل: السعودية وتونس للمرة الأولى منذ 2006، مصر للمرة الأولى منذ 1990، والمغرب للمرة الأولى منذ 1998.
وتأمل هذه المنتخبات في تحقيق إنجاز عربي أول من خلال تخطي الدور الـ16، والذي سبق للسعودية والمغرب بلوغه، بينما تأمل مصر بقيادة لاعب ليفربول الإنكليزي محمد صلاح، حالها كحال تونس، في تخطي الدور الأول للمرة الأولى.