فجرت الموجة الحارة التي تضرب العراق، غضبا شعبيا حادا في مختلف المحافظات، خاصة في الجنوب، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل استثنائي.
وتشير مصادر مسؤولة إلى أن درجة الحرارة في شهر تموز الجاري، رفعت من درجة حرارة الغضب الشعبي على الحكومة مما يهدد مستقبل السياسيين، فيما تشعر الحكومة، وفق مقربين منها، بالحرج بسبب تزامن أزمة الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة.
وذكر سياسيون ان الحكومة عاجزة عن تنفيذ ما وعدت به من انهاء مشكلة الكهرباء لمواجهة شهر تموز الملتهب الحرارة، رغم تفاقم الغضب الشعبي كل عام في شهر تموز، بينما تتصدر المدن العراقية قائمة المدن الأشد حرارة في العالم.
وشهدت مدينة العمارة جنوب العراق، تظاهرات غاضبة أحرقت إطارات السيارات وأغلقت شوارع احتجاجاً على العجز الكهربائي، وردت السلطات المحلية بتعطيل الدوائر الرسمية بسبب ارتفاع معدلات الحرارة.. وتصاعدت حدة الاتهامات في عدد من المحافظات العراقية، للحكومة بتكرار الوعود في توفير الطاقة الكهربائية، رغم أن الأرقام الرسمية تؤكد أن العراق صرف نحو 40 مليار دولار من دون التمكن من توفيرها.
وبينما يتواصل العجز في توفير الطاقة الكهربائية، دارت التساؤلات حول إقدام السلطات الإيرانية على قطع إمدادات للكهرباء كانت تبيعها للعراق (نحو ألف ميغاوات من الكهرباء)، وهل هناك أسباب سياسية تتمثل في إحراج حكومة العبادي ؟! خاصة وأن قرار السلطات الإيرانية، أدى إلى تأثر عدد من المدن الجنوبية بالموجة شديدة الحرارة، ومن بينها على سبيل المثال، البصرة والناصرية والعمارة، حيث سجلت الأخيرة أمس 51 درجة مئوية كأعلى مدن العالم في درجات الحرارة.
ووعدت وزارة الكهرباء بإجراء محادثات مع الجانب الإيراني لإعادة تشغيل الخطوط المقطوعة.. وفي نفس الوقت تحض الوزارة عبر بيانات، بترشيد استخدام الطاقة، إلا أنها تتعرض لانتقادات كبيرة بسبب تطبيقها مشروع خصخصة الجباية الذي وعدت بأن يسهم بحل أزمة الكهرباء، إذ إن المناطق التي شملها المشروع عادت تعاني من الانقطاعات.