منذ افتتاح نصب الحرية، عام 1961، في قلب بغداد، الباب الشرقي، بجانب الرصافة، قبالة جسر الجمهورية، كان يحمل تسمية جسر الملك غازي، وعلى مدى 64 عام مر تحت هذا النصب والتقط صور وتظاهر عنده ملايين العراقيين، فهو سيبقى ايقونة عراقية حضارية مميزة، ويُعد اكبر نصب فني في العالم، بعرض 50 مترا وارتفاع 8 امتار. المفارقة ان غالبية من العراقيين، الذين ما يزالوا يلتقطون صورا تحت هذا النصب، لا يعرفون قصته واسباب قيامه وتكاليف انشائه، والنحات جواد سليم الذي ابدع منحوتاته ودفع حياته ثمنا من اجل انجازه، والمهندس المعماري رفعت الجادرجي الذي صمم قاعدته وكان اهم سبب في وجود هذا النصب. اليوم تمر الذكرى الـ 64 على رحيل الفنان جواد محمد سليم علي عبد القادر الخالدي ( 1919- 1961). كانَ رسامًا ونحاتًا. يُعتبر من أكثر النَحاتين تأثيرًا في تاريخ العِراق الحَديث. واحد مؤسسي مجموعة بَغداد للفن الحديث، وهي مَجموعة فَنية شَجعت على استِكشاف تقنيات تَجمع بينَ التُراث العَربي والفَن الحديث. رحل مبكرا بعمر 46 عاما. بدأت قصة النصب حين تلقى رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم مقترحا لإقامة نصب يخلد قيام النظام الجمهوري في العراق، وذلك في بداية عام 1959، فاتصل قاسم بالمعماري المعروف آنذاك رفعت الجادرجي لكي يقوم بالمهمة، فصمم النصب على شكل لافتة عريضة بـعرض 50 مترا وعلى ارتفاع 8 أمتا. وقال الجادرجي حينها إنه أراد أن “يرمز النصب إلى جميع فئات الشعب كتعبير على أنها بطلة الثورة ووقودها، وهي تتصدى لأي فئة سياسية تريد الإضرار بها”.
